کد مطلب:142151 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:213

ابو ثمامة عمرو الصائدی
عده الشیخ فی أصحاب الحسین علیه السلام و قال: عمرو بن عبدالله الأنصاری یكنی أبا ثمامه. رجال الشیخ: 103، الرقم 1016.

هـو عـمـرو بـن عـبـداللّه بـن كـعـب الصـائد بـن شـرحـبـیـل بـن شـراحـیل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن حیزون بن عوف بن همدان، أبو ثمامة الهمدانی الصـائدی، كـان أبـو ثـمـامـة تـابعیاً، وكان من فرسان العرب ووجوه الشیعة، ومن أصحاب أمـیـر المـؤمـنـیـن علیه السلام الذین شهدوا معه مشاهده، ثمّ صحب الحسن علیه السلام بعده، وبقی فی الكوفة، فـلمـّا تـوفـی مـعـاویـة كـاتـب الحـسـیـن علیه السلام، ولمـّا جـأ مـسـلم بـن عـقـیـل إلی الكـوفـة قام معه وصار یقبض الأموال من الشیعة بأمر مسلم فیشتری بها السلاح، وكان بصیراً بذلك، ولمّا دخل عبیداللّه الكوفة وثار الشیعة بوجهه، وجَّهه مسلم فیمن وجَّهه، وعـقـد له عـلی ربـع تـمـیم وهمدان كما قدّمناه. فحصروا عبیداللّه فی قصره، ولمّا تفرّق عن مسلم النـاس بـالتـخذیل اختفی أبو ثمامة فاشتدّ طلب ابن زیاد له، فخرج


إلی الحسین علیه السلام ومعه نافع بن هلال الجملی، فلقیاه فی الطریق وأتیا معه [1] .

قـال الطـبـری: ولمـّا نـزل الحسین كربلاء ونزلها عمر بن سعد، بعث إلی الحسین علیه السلام كثیر بن عـبـداللّه الشـعـبـی ـ وكـان فـاتـكـاً ـ فـقـال له: إذهـب إلی الحـسـیـن وسـله مـا الذی جـاء بـه؟ قال: أسأله، فإن شئت فتكت به، فقال: ما أُرید أن تفتك به، ولكن أُرید أن تسأله، فـأقـبـل إلی الحـسـیـن، فـلمـّا رآه أبـو ثـمـامـة الصـائدی قـال للحـسـیـن: أصـلحـك اللّه أبـا عـبـداللّه! قـد جـاءك شـرّ أهـل الأرض وأجـرأهـم عـلی دم وأفـتـكـهـم، ثـمّ قـام إلیـه وقـال: ضـع سـیـفـك، قـال: لا واللّه ولا كـرامـة، إنـّمـا أنـا رسـول فـإن سـمـعـتـم مـنـّی أبـلغـتـكـم مـا أُرسـلت بـه إلیـكـم، وإن أبیتم انصرفت عنكم. فـقـال له أبـو ثـمـامـة: فـإنـّی آخـذ بـقـائم سـیـفـك، ثـمّ تـكـلّم بـحـاجـتـك. قال: لا واللّه ولا تمسّه. فقال له: فأخبرنی بماذا جئت؟ وأنا أبلغه عنك، ولا أدعك تدنو منه، فـإنـّك فـاجـر. قـال: فـاسـتـبـّا، ثـمّ رجـع كـثـیـر إلی عـمـر فـأخـبـره الخـبـر، فأرسل قرّة بن قیس التمیمی الحنظلی مكانه فكلّم الحسین علیه السلام [2] .

وروی أبـو مـخـنـف: أنّ أبـا ثـمـامـة لمـّا رأی الشـمس یوم عاشوراء زالت وأنّ الحرب قائمة قـال للحسین علیه السلام: یا أبا عبداللّه، نفسی لنفسك الفداء! إنّی أری هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا واللّه لا تـُقـتـَل حـتـّی أُقـتـل دونـك إن شـاء اللّه، وأُحـبّ أن ألقـی اللّه ربّی وقد صلّیتُ هذه الصـلاة التـی دنـا وقـتـهـا؛ فـرفـع الحـسـیـن رأسـه ثـمّ قـال: (ذكـرت الصـلاة، جـعـلك اللّه مـن المـصـلّیـن الذاكـریـن، نـعـم، هـذا أوّل وقـتـهـا)؛ ثـمّ قـال: (سـلوهـم أن یـكـفـّوا عـنـّا حـتـّی نـصـلّی)، فـسـألوهـم، فـقـال الحـصـیـن بـن تـمـیـم: إنـّهـا لا تـقـبـل مـنـكـم، فـردّ عـلیـه حـبـیب بما ذكرناه فی ترجمته [3] .


قـال:ثـمّ إنّ أبـاثـمـامـة قـال للحـسـیـن،وقـد صـلّی: یـاأبا عبداللّه إنّی قد هممت أن ألحق بـأصـحـابـی، وكـرهـت أن أتـخـلّف وأراك وحـیـداً مـن أهـلك قـتـیـلاً، فـقـال له الحـسـیـن علیه السلام: (تـقـدّم فـإنـّا لاحـقـون بـك عـن سـاعـة)، فـتـقـدّم فقاتل حتّی أُثخن بالجراحات، فقتله قیس بن عبداللّه الصائدی ابن عمٍّ له، كان له عدوّاً. وكان ذلك بعد قتل الحر.


[1] راجع الإرشاد: 2: 46، الأخبار الطوال: 238.

[2] تاريخ الطبري: 3: 311، راجع الإرشاد: 2: 85.

[3] تاريخ الطبري: 3: 326.